عرب وعالم

صرخة من أمام المشرحة.. أسرة “سمر” ضحية “تروسيكل الموت” تكشف لـ “بصراحة” قصة الإهمال الذي قتل ابنتهم – مصر نيوز

لم يكن صقيع ثلاجة الموتى بمشرحة علوان في منقباد هو الشيء الوحيد الذي يجمد القلوب، بل كانت الكلمات التي خرجت من حناجر أسرة الطفلة “سمر محمد عبد القادر” وهي تروي فصول المأساة التي أودت بحياة ابنتها ذات الخمس سنوات. ففي تصريحات خاصة وموجعة لـ**”موقع بصراحة الإخباري”**، تحول الحزن إلى صرخة اتهام، كاشفةً أن غرق طفلتهم لم يكن مجرد حادث، بل هو النتيجة الحتمية لسنوات طويلة من التجاهل والإهمال.

​بدأت الفاجعة في صباح يوم الإثنين المشؤوم، عندما تكدس أطفال قرية “السلام” كعادتهم اليومية في صندوق “تروسيكل”، متجهين في رحلة محفوفة بالمخاطر لقطع مسافة تزيد على 5 كيلومترات وصولًا إلى مدرستهم الوحيدة في قرية منقباد. على طريق ضيق ومتهالك، وبمحاذاة مصرف “قناطر حواس”، اختل توازن المركبة البدائية لتهوي في المياه الباردة، محولة ضحكات الصغار إلى صرخات استغاثة مزقت صمت القرية.

​هرع الأهالي في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن تصل فرق الإنقاذ النهري التي بدأت سباقًا مع الزمن، لتتمكن من انتشال 10 تلاميذ مصابين، بينما انتشلت جسد “سمر” الصغير وقد فارقت الحياة.

​ومن أمام المشرحة، حيث ينتظرون استلام جثمان طفلتهم، فتحت الأسرة قلبها لـ**”بصراحة”**، وقال أحد أفرادها بمرارة: “ابنتنا لم يقتلها الغرق، بل قتلها الإهمال. كيف لمنطقة سكانية ضخمة أن تخدمها مدرسة واحدة فقط؟ أطفالنا مجبرون على هذه الرحلة المميتة يوميًا لأنه لا توجد وسيلة مواصلات آدمية، ولا يوجد بديل”.

​وكشفت الأسرة عن واقع مؤلم لقرى منسية، فقرية “السلام” التي يسكنونها تفتقر لأبسط مقومات الحياة. “نحن نعيش في عزلة تامة، لا مدارس، لا مستشفيات، ولا حتى صيدلية. للحصول على أي خدمة، يجب أن نقطع هذه المسافة الخطرة إلى منقباد”.

​لكن القصة الأكثر إيلامًا كانت في الحل الجاهز الذي ظل حبيس التجاهل لسنوات. وأضافوا بحسرة: “منذ عام 2008، قمنا بجهودنا الذاتية ببناء معهد أزهري متكامل على أعلى مستوى، جهزناه بكل ما يلزم من الألف إلى الياء، ولم نكن ننتظر سوى قرار بافتتاحه. لو كان هذا المعهد يعمل، لكانت سمر الآن بيننا، ولكان أطفالنا يذهبون إلى تعليمهم سيرًا على الأقدام بأمان”.

​وبينما باشرت النيابة العامة تحقيقاتها في الحادث، وجهت أسرة “سمر” نداءها الأخير عبر “موقع بصراحة الإخباري” لكل مسؤول: “دم ابنتنا في رقابكم. نناشدكم أن تنظروا إلينا، نحن لا نطلب الرفاهية، بل حقنا في الحياة. افتحوا المعهد، ووفروا لأطفالنا مدارس ومواصلات آمنة، حتى لا تتكرر مأساة سمر في كل بيت من بيوتنا”.

المصدر : وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى