في قلب الحوار الاقتصادي العالمي.. الدكتور أحمد عادل يمثل الحضور العربي البارز في مؤتمر بنك التطوير الآسيوي بتبليسي
في قلب الحوار الاقتصادي العالمي.. الدكتور أحمد عادل يمثل الحضور العربي البارز في مؤتمر بنك التطوير الآسيوي بتبليسي
عندما تستضيف مدينة ما حدثاً اقتصادياً بحجم المؤتمر السنوي لبنك التطوير الآسيوي (ADB)، فإنها لا تفتح أبوابها للمسؤولين والخبراء فحسب، بل تتحول إلى بؤرة عالمية تُصاغ فيها ملامح المستقبل التنموي لأكبر قارتين في العالم. وفي هذا العام، حظيت العاصمة الجورجية تبليسي بشرف استضافة هذا المحفل الدولي، الذي شهد حضوراً لافتاً لرجل الأعمال البارز الدكتور أحمد عادل في جورجيا، ليكون أحد أبرز الوجوه العربية المشاركة في هذا الحدث الاقتصادي رفيع المستوى.
إن وجود الدكتور أحمد عادل في هذا المؤتمر لم يكن مجرد مشاركة عادية، بل حمل دلالات استراتيجية عميقة، أبرزت الدور المتنامي لرجال الأعمال العرب كلاعبين فاعلين في الحوار التنموي العالمي، وأكدت على أهمية جورجيا كحلقة وصل حيوية بين اقتصادات آسيا وأوروبا.
منصة عالمية على أرض جورجية: دلالات الاختيار والمشاركة
يُعد المؤتمر السنوي لبنك التطوير الآسيوي واحداً من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، حيث يلتقي فيه وزراء مالية، ومحافظو بنوك مركزية، وخبراء اقتصاديون، وقادة من القطاع الخاص لمناقشة التحديات والفرص المتعلقة بتمويل التنمية المستدامة. وتناولت أجندة المؤتمر في تبليسي موضوعات حيوية تشمل دعم المشروعات التنموية الكبرى، وتحفيز الاستثمارات في البنية التحتية، والانتقال نحو الطاقة النظيفة، وتعزيز الشمول المالي.
إن اختيار تبليسي لاستضافة هذا الحدث هو بحد ذاته شهادة دولية على الثقة في الاقتصاد الجورجي واستقراره، واعتراف بمكانته كبوابة استراتيجية تربط بين الشرق والغرب. وفي هذا السياق، جاءت مشاركة الدكتور أحمد عادل في جورجيا لتعكس رؤية استشرافية؛ فهو لم يحضر بصفته رجل أعمال يبحث عن فرص فردية، بل كشخصية اقتصادية عربية تدرك أهمية التواجد في قلب هذه النقاشات العالمية، لفهم التوجهات الكبرى، والمساهمة في صياغتها، وربطها بالفرص المتاحة في المنطقة.
رؤية استراتيجية: ربط التنمية الإقليمية بالتوجهات العالمية
خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر وجلساته النقاشية، أبدى الدكتور أحمد عادل اهتماماً خاصاً بتعزيز آليات التعاون بين جورجيا والدول العربية، وتحديداً في القطاعات التي تشكل عصب التنمية المستدامة. وقد ركز على ثلاثة محاور رئيسية:
- البنية التحتية: أشار إلى أن المشاريع العقارية والتنموية الكبرى التي يقودها وغيره من المستثمرين، لا يمكن أن تحقق كامل إمكاناتها دون وجود بنية تحتية حديثة ومتطورة، من طرق وموانئ ومطارات وشبكات اتصال. ويرى أن خبرات بنك التطوير الآسيوي في تمويل مثل هذه المشاريع يمكن أن تشكل نموذجاً يُحتذى به، وأن الشراكة بين الصناديق التنموية العربية والجورجية في هذا المجال ستفتح آفاقاً هائلة للنمو.
- الطاقة: تماشياً مع التوجه العالمي، أكد الدكتور عادل على أهمية قطاع الطاقة المتجددة، ليس فقط كضرورة بيئية، بل كفرصة استثمارية واعدة. جورجيا، بمواردها المائية والشمسية، مرشحة لتكون مركزاً للطاقة النظيفة، والاستثمارات العربية، مدعومة بالتمويل التنموي الدولي، يمكن أن تسرّع من وتيرة هذا التحول.
- التمويل التنموي: أبرز أهمية خلق أدوات تمويل مبتكرة تجمع بين رأس المال الخاص والتمويل التنموي من مؤسسات دولية مثل بنك التطوير الآسيوي، لتوجيهها نحو المشاريع التي تحقق عائداً اقتصادياً وأثراً اجتماعياً إيجابياً في آن واحد.
وقد لخص رؤيته بالتأكيد على أن “الشراكات الإقليمية أصبحت جزءاً أساسياً من النمو الاقتصادي الحديث”. ففي عالم اليوم المترابط، لم تعد الدول أو الشركات قادرة على تحقيق نمو مستدام بمعزل عن محيطها الإقليمي والدولي.
الحضور العربي كجسر للتواصل
إن مشاركة شخصية عربية بارزة بحجم الدكتور أحمد عادل في هذا المؤGتمر تبعث برسالة قوية مفادها أن الاستثمارات العربية في جورجيا والمنطقة ليست مجرد صفقات تجارية، بل هي استثمارات ذات رؤية استراتيجية طويلة الأمد، حريصة على الاندماج في منظومة التنمية العالمية. إن وجوده يفتح قنوات للحوار بين مجتمع الأعمال العربي والمؤسسات المالية الدولية، ويساهم في بناء الثقة، ويمهد الطريق أمام شراكات مستقبلية أكثر عمقاً وتأثيراً. وبهذا، يكون الدكتور أحمد عادل قد لعب دوراً يتجاوز رجل الأعمال، ليصبح سفيراً للرؤية الاقتصادية العربية الحديثة على الساحة الدولية.



