الإرادة والإبداع عندما يلتقيا يصنعوا قصة نجاح مميزة المهندسة ” دينا الشربيني” قدوة ملهمة آمنت بقوة العمل الرقمي.

بقلم الإعلامية: منار أيمن سليم
في عالم يشهد تغيرات متسارعة، ويزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا والرقمنة كأدوات أساسية لإدارة الأعمال، يبرز إسم المهندسة “دينا الشربيني” كواحدة من الشخصيات النسائية الملهمة التي جمعت بين التميز الأكاديمي والريادة العملية، لتصنع قصة نجاح تستحق أن تُروى.
تنتمي دينا الشربيني إلى جيل المهندسين المصريين الذين لم يكتفوا بالمسار التقليدي لمجالهم، بل قرروا أن يسلكوا طرقًا غير مألوفة، ويثبتوا أن الشغف والطموح يمكن أن يصنعا مستقبلًا مختلفًا. فقد درست الهندسة الكهربائية والتحكم وتخرجت كمهندسة واعدة، ثم خاضت تجربة التدريس الجامعي حيث عملت كأستاذة جامعية لفترة من الزمن، وهو ما منحها خبرة عميقة في التعامل مع الطلاب والبحث العلمي، وأكسبها قدرة استثنائية على التواصل ونقل المعرفة.
لكن نقطة التحول الكبرى في مسيرتها جاءت قبل 12 عامًا، حين قررت أن تقتحم عالم الأونلاين بيزنس، في وقت لم يكن فيه هذا المجال منتشرًا أو مألوفًا كما هو الآن. البداية لم تكن سهلة، لكنها كانت مؤمنة أن الإنترنت يحمل فرصًا بلا حدود، وأن المستقبل سيكون للأعمال الرقمية، فكان رهانها صائبًا.
على مدار هذه السنوات، استطاعت دينا أن تبني لنفسها مكانة قوية في السوق الإلكتروني، معتمدة على مزيج من الفكر الهندسي المنظم والمهارات الإدارية التي صقلتها خلال رحلتها الأكاديمية. ومع كل تجربة جديدة، كانت تكتسب خبرات أوسع وتتعلم كيف تحوّل التحديات إلى فرص.
كما تميزت بقدرتها على قراءة اتجاهات السوق وفهم احتياجات العملاء، وهو ما جعلها قادرة على تطوير استراتيجيات ناجحة تحقق نتائج ملموسة. لم يكن هدفها مجرد البيع أو التسويق، بل كانت تسعى إلى خلق قيمة حقيقية، سواء من خلال المنتجات أو الخدمات التي تقدمها، أو عبر المحتوى التوعوي الذي شاركت به جمهورها من رواد الأعمال المبتدئين.
واحدة من أبرز سماتها أنها لم تتوقف عند حدود كونها رائدة أعمال فقط، بل عملت على أن تكون قدوة ملهمة للكثير من الشباب، خصوصًا النساء اللواتي يبحثن عن فرصة لإثبات أنفسهن في سوق العمل. فقد أثبتت أن الجمع بين الدراسة الهندسية الصعبة والعمل الأكاديمي، ثم الانتقال إلى ريادة الأعمال الرقمية، ليس أمرًا مستحيلًا بل هو خيار ممكن لكل من يملك الإرادة والعزيمة.
وتصف دينا رحلتها بأنها “مليئة بالتحديات ولكنها ممتعة”، حيث واجهت في بداياتها عقبات عديدة مثل ضعف البنية التكنولوجية حينها، وعدم وجود ثقافة واسعة حول الشراء الإلكتروني أو العمل الحر عبر الإنترنت. لكنها بفضل إصرارها وعملها الدؤوب تمكنت من التغلب على هذه التحديات، حتى أصبحت اليوم من الأسماء المعروفة في مجال الأونلاين بيزنس داخل مصر وخارجها.
كما لم تتوقف عن تطوير نفسها، فكانت دائمًا حريصة على حضور الدورات التدريبية ومتابعة أحدث الاتجاهات العالمية في مجالات التسويق الرقمي، التجارة الإلكترونية، وإدارة الأعمال عبر الإنترنت. هذا الشغف المستمر بالتعلم ساعدها على الحفاظ على موقعها الريادي طوال أكثر من عقد.
اليوم، وبعد مرور 12 عامًا من الخبرة العملية، أصبحت دينا الشربيني رمزًا للمرأة المصرية التي تجمع بين العلم والعمل والإبداع. فهي نموذج حي على أن النجاح لا يتطلب البقاء في دائرة تقليدية، بل يتطلب الجرأة على الخروج منها، واستثمار الإمكانات الشخصية بأفضل طريقة ممكنة.
إن رحلتها تمثل رسالة واضحة لكل شاب وفتاة في مصر والعالم العربي: “الإنترنت ليس مجرد وسيلة للتواصل أو الترفيه، بل هو بوابة واسعة لفرص لا محدودة”. ومن هنا، تسعى دينا لنقل تجربتها ومشاركة خبراتها مع الآخرين، لإلهام جيل جديد من رواد الأعمال الذين يرغبون في صناعة مستقبلهم بأنفسهم.
وبينما تستمر في رحلتها، يبقى اسمها شاهدًا على أن الإرادة والإبداع يمكن أن يلتقيا ليصنعا قصة نجاح مميزة، تبدأ من القاهرة وتصل إلى كل مكان يمكن أن يصل إليه الإنترنت.




