مقالات

رحلة Bash مع العطور: شغف، علم، وتأثير ما ينوصف

 

Bash.. من شغف طفولي إلى اسم لامع في عالم العطور رغم التحديات

 

لم يكن الطريق الذي سلكه جهاد شنيف السُلمي، المعروف باسم Bash، مفروشًا بالورود. فمنذ بداياته المبكرة، واجه تحديات متعدّدة تتعلّق بطبيعة المجال، وتحديات المجتمع، وتقلّبات ذوق الجمهور، إلا أن إصراره وحبه العميق للعطور شكّلا دافعًا قويًا حول شغفه إلى مسيرة مهنية مؤثرة وملهمة.

 

ولد Bash في فبراير 1989 في منطقة مكة المكرمة، وترعرع في بيئة يُحيطها عبق العطور، متأثرًا بوالده الذي كان هاويًا وجامعًا لأندر العطور الشرقية والغربية. وعلى الرغم من الدعم العائلي، إلا أن دخول مجال العطور في سن مبكرة (منذ عام 2004)، لم يكن أمرًا سهلًا، خاصةً في ظل غياب التعليم الرسمي المتخصص في هذا المجال داخل المملكة.

 

 

التحدي الأول: بناء المعرفة بدون تعليم أكاديمي

 

في بداية مشواره، لم تكن هناك مرجعية أكاديمية أو مسار دراسي واضح لصناعة العطور، فاعتمد Bash على التعلم الذاتي والتجربة والخطأ، وهو ما تطلّب منه سنوات من البحث والملاحظة والممارسة الشخصية.

كان عليه أن يثبت نفسه في سوق مليء بالمنتجات المستوردة والأسماء التجارية المعروفة، وسط شكوك في مدى تقبّل الجمهور لتجربة شاب سعودي ينطلق من الصفر.

 

 

التحدي الثاني: كسر الصورة النمطية عن المحتوى الجمالي

 

في وقت كان المحتوى الرقمي عن العطور يقتصر على الترويج والدعاية، واجه Bash صعوبة في تقديم أسلوب مختلف مبني على التحليل والمعلومة الدقيقة، وليس الإعلانات المدفوعة.

وقد تطلّب منه الأمر جهدًا مضاعفًا لكسب ثقة الجمهور، من خلال تقديم محتوى صادق وشفاف مبني على التجربة الواقعية لا على المصالح التجارية.

 

 

التحدي الثالث: موازنة الهوية الشرقية بالعصرية

 

واحدة من أبرز العقبات التي واجهها كانت في التوفيق بين الهوية العطرية العربية التي يؤمن بها، وبين ميول الجمهور للعطور الغربية ذات الرواج الكبير.

تمكن من تحقيق هذا التوازن بذكاء، فصار يقدّم محتوى يُبرز جمالية العود والمسك والعنبر، إلى جانب تحليله لعطور عالمية شهيرة، مما جعله جسرًا ثقافيًا بين التراث والحداثة.

 

 

التحدي الرابع: التطور في منصات متغيرة

 

واجه Bash تحديًا مستمرًا في مواكبة تغيّر المنصات الرقمية، والانتقال من اليوتيوب إلى السناب، ثم التيك توك، وغيرها. تطلّب الأمر تطوير مستمر في الأسلوب والإخراج والبُعد البصري للمحتوى دون التفريط بجوهر المعلومة.

 

ورغم تغيّر الأذواق وسرعة المحتوى، حافظ على جودة ما يقدّمه وثبات شخصيته الإعلامية، مما أكسبه قاعدة جماهيرية وفية تتجاوز 100 ألف متابع على كل من يوتيوب وسناب شات.

 

 

من التحديات إلى التأثير

 

اليوم، يُعتبر Bash من أبرز المؤثرين السعوديين في مجال العطور، ليس فقط بعدد المتابعين، بل بما أحدثه من نقلة نوعية في فهم الناس للعطور وتقديرهم لها.

حوّل التحديات التي واجهها إلى أدوات قوة، واستطاع أن يكون صوتًا متخصصًا ومحترمًا في عالم رقمي مليء بالتكرار والتسويق السطحي.

 

رحلته تمثّل قصة نجاح واقعية، تعبّر عن كيف يمكن لشاب سعودي أن يبدأ من شغف بسيط، ويواجه المصاعب، ويصنع لنفسه اسمًا مرموقًا، ويصبح مصدر إلهام لجيل جديد من صنّاع المحتوى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى