محبوب الجميع ورمز الرحمة الدكتور “عصام فتحي” طبيب الإنسانية الذي جمع بين مهارة الطب ورُقي التغذية العلاجية.

بقلم الإعلامية: منار أيمن سليم
في مدينة بورسعيد الباسلة، حيث يلتقي البحر بالتاريخ، يسطع إسم الدكتور عصام فتحي كأحد أبرز النماذج الطبية التي جمعت بين الكفاءة العلمية، والخبرة العملية، والسمعة الطيبة بين الناس. هو ليس مجرد طبيب، بل هو حالة إنسانية راقية، تستحق أن تُروى ويُحتذى بها.
تخرّج الدكتور عصام من كلية الطب بجامعة المنصورة، وهي إحدى أعرق الجامعات المصرية في المجال الطبي، حيث وضع أولى خطواته على طريق التميز. ولم يكتفِ بالبكالوريوس، بل واصل رحلته في طلب العلم وتوسيع آفاقه، فحصل على دبلوم التغذية العلاجية من المعهد القومي للتغذية، ليضيف بُعدًا جديدًا لممارسته الطبية، يجمع فيه بين العلاج الدوائي والعلاج الغذائي، بما يتماشى مع أحدث التوجهات العالمية في الطب الحديث.
يشغل حاليًا منصب مدير طبي بوحدة فاطمة الزهراء التابعة لمنظومة التأمين الصحي الشامل ببورسعيد، وهي إحدى الوحدات النموذجية التي تُعنى بخدمة المواطن من خلال تقديم رعاية صحية متكاملة. في هذا الدور، لا يقتصر عطاؤه على الجانب الإداري فحسب، بل يمارس دوره كـ طبيب بشري أيضًا، يعاين المرضى، ويطمئن عليهم، ويعاملهم بكل تواضع وإنسانية.
ولأن القلوب لا تُشترى، فقد حاز الدكتور عصام حب واحترام الجميع، من المرضى المنتفعين داخل الوحدة الحكومية، إلى المتابعين في عيادته الخاصة. يُجمع الجميع على أنه “طبيب يسمعك قبل أن يعالجك”، ويشعر بك قبل أن يصف لك دواء. يُشبهه البعض بـ”طبيب الزمن الجميل”، ذلك الذي ما زال يحمل همّ المريض ويضع راحته قبل أي شيء آخر.
لم تكن عيادته الخاصة الكائنة في شارع التلاتيني أمام المعهد الفني القديم ببورسعيد مجرد مكان لتقديم الخدمة الطبية، بل تحوّلت إلى عنوان للثقة والتميز في مجال التغذية العلاجية. حيث يُعدّ د. عصام من الأسماء المعروفة والمحبوبة في هذا التخصص، نظرًا لقدرته على تصميم برامج غذائية تناسب كل حالة، سواء للسمنة أو النحافة أو مرضى السكر والضغط والكُلى، أو حتى الرياضيين.
ويُذكر أنه إلى جانب خبرته الميدانية، حرص على صقل معرفته الأكاديمية بحصوله على دبلوم إدارة الجودة الشاملة في الرعاية الصحية، وهو ما انعكس على جودة الأداء داخل الوحدة الحكومية التي يُديرها، فكانت مثالًا للانضباط والنظام والرحمة. كما اجتاز كورسًا متخصصًا في تغذية مرضى المستشفيات، ما أكسبه قدرة فريدة على التعامل مع الحالات الحرجة والمركبة، باحترافية عالية ونتائج ملموسة.
ما يميّزه فعلًا، هو تلك المساحة الإنسانية الكبيرة التي يحملها داخله. لا ينظر إلى المرضى كأرقام أو حالات، بل كأرواح تحتاج إلى من يُنصت لهم، ويعطيهم من وقته واهتمامه قبل أن يعطيهم وصفة علاجية. وربما هذا هو السر الحقيقي في تعلق الناس به، سواء في العيادة الخاصة أو داخل وحدته في التأمين الصحي.
في وقت باتت فيه النماذج المضيئة نادرة، يظل الدكتور عصام فتحي مثالًا يُضرب به المثل في الالتزام، والإتقان، والرقي، والطموح المستمر. هو الطبيب الذي لم يتوقف عند شهادة أو منصب، بل استمر في التطوير، فكان التوفيق حليفه، وحب الناس وسامًا على صدره.
ومع كل خطوة يخطوها، يثبت أن مهنة الطب ليست فقط علمًا ودواءً، بل هي قبل كل شيء رسالة إنسانية نبيلة، لا يؤديها بإتقان إلا من آمن بها قلبًا وقالبًا… كما فعل الدكتور عصام فتحي.
