صوت جديد في تعليم العربية يقود ثورة في فهم النحو الأستاذ ” محمد جبر” المعلم المُلهم الذي أعاد الحياة لقواعد اللغة العربية.
بقلم الإعلامية: منار أيمن سليم
في قلب محافظة كفر الشيخ، حيث الأصالة والعلوم، يسطع نجم شاب طموح كرّس حياته لخدمة اللغة العربية وتعليم أجيال المستقبل، هو الأستاذ محمد جبر، خريج كلية الآداب والتربية، شعبة اللغة العربية، وأحد أبرز معلمي اللغة العربية للمرحلتين الإعدادية والثانوية، والمتخصص في كورسات النحو التي باتت بصمته المميزة في عالم التدريس.
منذ تخرّجه، قرر أن يحمل على عاتقه مسؤولية عظيمة، وهي تبسيط اللغة العربية – خاصة النحو – لطلابه، بعدما لمس حجم المعاناة التي تواجه الطلاب في فهم هذا الجانب من اللغة، والذي يعتبره الكثيرون الأصعب. لكن محمد لم يَرَهُ كذلك، بل رآه مفتاح الفهم والتمكين، ووسيلة لنهضة لغوية شاملة تبدأ من الفصول الدراسية.
تميّز محمد جبر بأسلوبه الفريد في الشرح، حيث دمج بين الطابع الأكاديمي الرصين والروح المرحة التي تُشعر الطالب بالراحة والقبول. لم يكن مجرد مدرس يُلقي المعلومات، بل مبدعًا ينسج القصص والأمثلة من الواقع، ويستخدم الوسائل التكنولوجية الحديثة لخلق بيئة تعليمية محفزة وشائقة، تجعل النحو محببًا وسهل الفهم حتى لأضعف الطلاب.
لم تقتصر جهود الأستاذ محمد على الفصول التقليدية، بل وسّع نشاطه عبر الإنترنت ومنصات التعليم الحديثة، ليصل شرحه إلى طلاب من مختلف المحافظات. أنشأ كورسات متكاملة للنحو تخاطب جميع المستويات، من المبتدئين إلى المتفوقين، وساهمت كورساته في رفع المستوى اللغوي لمئات الطلاب، وحققت نتائج مبهرة في الامتحانات الرسمية، مما جعله محط أنظار أولياء الأمور والطلاب على حد سواء.
محمد جبر لا يعلّم فقط قواعد النحو، بل يربّي في طلابه حب اللغة، ويعزز لديهم الفخر بتراثهم العربي. لا تمرّ حصة دون أن يربط بين النحو وبلاغة القرآن الكريم، أو عظمة الشعر العربي، أو جماليات اللغة في الحديث النبوي الشريف. يحفّز طلابه على القراءة والبحث، ويزرع فيهم روح الاجتهاد والانضباط، مما جعله قدوة داخل وخارج الفصل الدراسي.
وتقديرًا لجهوده المتميزة، حصل على إشادات متعددة من قيادات تعليمية في كفر الشيخ، كما لُقّب بين زملائه وطلابه بـ”المعلم النموذجي”، الذي لا يعلّم فحسب، بل يُربّي ويُلهم. ويؤكد زملاؤه أن محمد يقدّم الدعم دومًا لأي معلم شاب، ويشارك خبراته مع الجميع دون تردد، إيمانًا منه أن رسالة التعليم لا تكتمل إلا بالتعاون.
ورغم كل هذا النجاح، لا يزال يعتبر نفسه في بداية الطريق، ويطمح إلى إطلاق منصة تعليمية شاملة تهتم بتعليم اللغة العربية لجميع المراحل، بشكل عصري يناسب تطلعات الجيل الجديد. كما يعمل حاليًا على تأليف كتاب تعليمي في النحو بأسلوب مبسّط، يجمع فيه خلاصة خبرته وتجربته في التعامل مع الطلاب، متمنيًا أن يكون هذا الكتاب عونًا لكل من أراد أن يتقن لغة الضاد.
محمد جبر هو مثال حيّ للمعلم الحقيقي، الذي يرى التعليم رسالة قبل أن يكون مهنة، ويقدّم نموذجًا ملهمًا في الالتزام والعطاء والإبداع. ومن كفر الشيخ، يُثبت للعالم أن النحو ليس صعبًا، بل جميلٌ وسهل حين يُعلّمه من يؤمن به ويُحبّه. فهنيئًا لطلابه به، وهنيئًا للغة العربية بأحد فرسانها الجدد.
