ندى حاتم محمد… صوتٌ واعٍ في التعليم والتغيير المجتمعي

ندى حاتم محمد… صوتٌ واعٍ في التعليم والتغيير المجتمعي في زمن تتزايد فيه التحديات على المستويات التعليمية، الاجتماعية، والإنسانية، تظهر شخصيات استثنائية لا تكتفي بأداء دورها المهني فحسب، بل تمتد رسالتها لتصبح صوتًا للتغيير الإيجابي الحقيقي. من بين هذه الشخصيات تبرز ندى حاتم محمد، معلمة اللغة الإنجليزية ومدربة المهارات الأكاديمية، التي مزجت بين التميز المهني والمواقف المبدئية، لتشكل نموذجًا نادرًا في مجال التعليم الحديث.
بداية الطريق: من الطموح إلى التميز…تخرّجت ندى في كلية التربية، قسم اللغة الإنجليزية، بدافع قوي لتكون جزءًا من منظومة تعليمية تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الطلاب. لم تكتفِ بشهادتها الجامعية، بل واصلت تطوير نفسها من خلال دراسة دبلومة الدراسات العليا في تدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، إلى جانب حصولها على شهادات TEFL وTESOL الدولية، ما أتاح لها بناء قاعدة معرفية وأكاديمية قوية.
عملت ندى لأكثر من خمس سنوات في مجال تعليم الكبار، مقدّمةً محتوى تعليميًا يتجاوز الجانب اللغوي، ليشمل دعمًا نفسيًا وتحفيزيًا للمتعلمين، خاصة أولئك الذين يسعون لتحسين حياتهم المهنية أو الهجرة أو استكمال تعليمهم في الخارج. كما عملت لمدة ثلاث سنوات كمدرّبة لاختبارات IELTS وTOEFL، حيث ساعدت مئات الطلاب على تحقيق أهدافهم بطرق مبتكرة تعتمد على تبسيط المهارات وتعزيز الثقة بالنفس.

الريادة والقيادة:إضافةً إلى دورها كمعلمة، تولّت ندى منصب رئيسة قسم اللغة الإنجليزية في مؤسسة تعليمية كبيرة، لتصبح مسؤولة عن الإشراف الأكاديمي والإداري على فريق كبير من المدرّسين. خلال هذه الفترة، قادت العديد من المبادرات التي ساهمت في تحسين جودة التعليم، وتطوير أدوات القياس والتقييم، وإنشاء بيئة عمل قائمة على التعاون والتطوير المستمر.
وبروح ريادية، أسّست ندى منصتها التعليمية الخاصة عبر الإنترنت، والتي تقدم من خلالها دورات متخصصة في التحضير لاختبارات اللغة الإنجليزية الدولية، وتدير فريقًا صغيرًا من المدرسين المؤهلين، بهدف توسيع نطاق الأثر التعليمي بأسلوب عصري وفعّال.
صوت للحقّ… من فلسطين إلى المرأة:ما يميز ندى عن كثيرين في المجال هو إيمانها العميق بأن التعليم لا يمكن فصله عن المبادئ الإنسانية. فقد اختارت أن تكون صوتًا حرًا مدافعًا عن القضايا العادلة، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.
تعبّر باستمرار عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والكرامة، وتحرص على تسليط الضوء على معاناة المدنيين في مناطق النزاع، عبر منصاتها التعليمية والإعلامية.
وفي إطار قناعاتها الحقوقية، كانت وما زالت مناصرة صريحة لحقوق المرأة، تؤمن بأن تمكين المرأة ليس ترفًا بل ضرورة، وبأن تعليم النساء هو الخطوة الأولى نحو مجتمعات أكثر عدلًا واستقرارًا. ترى ندى أن المرأة لا يجب أن تُحاصر بالقوالب المجتمعية، ولا أن تُقلل من طموحاتها لأجل إرضاء تقاليد غير عادلة. وتشجع دائمًا النساء من حولها – سواء طالباتها أو زميلاتها – على كسر القيود، وملاحقة أحلامهن، وبناء مكانتهن المستقلة.
رسالة خالدة:في كل ما تقدمه، تنطلق ندى من قناعة راسخة بأن التعليم هو أداة تحرّر، وأن الكلمة الصادقة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا. وهي ترى في رسالتها التعليمية وسيلة لنقل المعرفة، وبناء الوعي، والدفاع عن الحق، مهما كانت التحديات.
ندى ليست فقط معلمة ناجحة أو قائدة تربوية، بل هي إنسانة تحمل على عاتقها رسالة نبيلة، وتسعى كل يوم لأن تكون جزءًا من عالمٍ أكثر عدلًا، ووعيًا، وإنسانية – لكل الشعوب، ولكل النساء، ولكل من يطمح إلى التغيير.
