الأخطاء البشرية والمزلقانات العشوائية تحصد الأرواح.. مسلسل حوادث القطارات “عرض مستمر” – مصر نيوز

رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة خلال السنوات الماضية في تطوير شبكة النقل وتحديث القطارات وتطوير خطوط السكك الحديدية إلا أن حوادث القطارات ماتزال تحدث وتتشابه في أسبابها الأمر الذي يستدعي البحث عن حلول جديدة وجادة تمنع زهق الأرواج والخسائر المادية.
واليوم شهدت مصر حادث تصادم مروعًا بين قطار وسيارة ميني باص في منطقة جلبانة التابعة لمركز القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية أسفر عن سقوط 8 قتلى و12 جريحًا في إحصاء أولي.
ووفق بيان رسمي صادر من هيئة السكك الحديدية فإنه أثناء عبور القطار رقم 293 ركاب بخط القنطرة شرق- بئر العبد في المسافة بين محطتي القنطرة شرق وجلبانة حدث اصطدام للقطار مع حافلة ركاب كانت تعبر قضبان السكك الحديدية من مكان غير معد للعبور مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات بين الركاب.
وشهدت مصر عدة حوادث مماثلة في السنوات الأخيرة حيث وقع حادث تصادم في 14 سبتمبر عام 2024 اصطدم قطاران بمدينة الزقازيق ما أسفر عن سقوط 4 قتلى وإصابة 49 آخرين.
كما لقي ثلاثة أشخاص حتفهم وأصيب 49 آخرون جراء تصادم قطاري ركاب بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة.
وفي 13 أكتوبر من العام نفسه اصطدم قطاران بالقرب من مزلقان ماقوسة بمحافظة المنيا ما أسفر عن وقوع إصابات وسقوط عربتين من إحدى القطارين في ترعة الإبراهيمية.
ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن الفترة من عام 2003 وحتى 2017 شهدت نحو 16 ألف حادث قطار.
وبحسب إحصائيات فإن عام 2018 الأكثر تسجيلاً لحوادث القطارات إذ بلغ عددها 2044 حادثة يليه عام 2017 بـ1793 حادثة ثم 2019 الذي شهد 1442 حادثة.
وفي أغلب حوادث القطارات التي تحدث في مصر توجه أصابع الاتهام عادة إلى العاملين في التحويلات وأبراج المراقبة كذلك يتحمل المواطنون الذين يستخدمون أماكن غير المزلقانات المخصصة للعبور مسؤولية بعض الحوادث كالذي وقع اليوم في الإسماعيلية.
وتتزايد الدعوات إلى تقليل الاعتماد على العنصر البشري وتطوير منظومة السكة الحديد لتكون أكثر أماناً إذ يرى متخصصون أنها ستسهم في الحد من وقوع الحوادث بينما تتباين الآراء حول الحلول المثلى للتصدي لهذه الظاهرة التي تودي بعديد من المصريين سنويًا.
وكانت وزارة النقل المصرية انتهت من خطة تطوير شاملة لمنظومة السكة الحديد في مصر في عام 2024 بإجمالي تكلفة 225 مليار جنيه وتضم حوالي 257 مشروعًا.
وساهمت هذه الميزانية الضخمة في إنشاء خطوط جديدة وازدواج للخطوط القديمة بجانب استيراد جرارات وعربات جديدة مع تطوير محطات القطارات والمزلقانات على كافة الخطوط وتحديث نظم الإشارات الكهربائية.
وتم إجراء إحلال وتجديد لخطوط السكك الحديدية بنحو 10 آلاف كيلو متر بجانب إضافة 1000 كيلو للخطوط التقليدية لأن مصر لم تشهد منذ فترة طويلة إضافة خطوط بشبكتها.
ولحل أزمة المزلقانات تم إنشاء مئات كباري المشاة في تقاطعات السكة الحديد كما تم إغلاق قرابة 1100 مزلقان عشوائي على مستوى الجمهورية.
كما يتم عمل اختبارات تعاطي المخدرات المفاجئة التي يتعرض لها جميع العاملين ويكون عقاب المخالفين الخروج من الخدمة والتعرض للمساءلة القانونية.
يقول الدكتور عبدالله أبو خضرة استشاري هندسة الطرق والنقل إن كثيرًا من الحوادث تحدث نتيجة لأخطاء بشرية من السائقين والعاملين في أبراج التحويلات والمزلقانات مشيرًا إلى أنه نتيجة لعدم تطوير منظومة السكك الحديدية في مصر على مدار عقود من الزمن زادت نسبة الاعتماد على العنصر البشري في مهام لا تحتمل الخطأ لأن في حالة حدوثه تكون هناك كارثة مثل التحكم في حركة مزلقان معين يمر عليه القطار إلى جانب عدم الاهتمام برفع كفاءة العاملين وبالتالي تقع حوادث تعود إلى خطأ بشري كان يمكن تفاديه مطالبًا بتطوير المنظومة ككل والاعتماد على الآلات.
وتطرق أبو خضرة إلى بعض الأخطاء التي اعتاد المواطنون على ارتكابها مثل ثقب الجدران على جانبي خطوط السكة الحديد أو صنع مزلقان عشوائي لا يكون سائق القطار أو حتى النظام الإلكتروني في بعض القطارات يعلم عنه شيئًا والنتيجة وقوع حوادث لافتًا إلى أنه حتى المزلقانات النظامية التي يتم إغلاقها بشكل يدوي يستغل البعض انشغال أو غياب عامل المزلقان ويقومون بفتح الطريق والنتائج تكون مأساوية.
المصدر : وكالات